روايه قدر
و أنتصرت يا أصلان
كانت الصدمه ترتسم على وجهه و هو يرى نفسه صغير فعلا أمام ما قامت به قدر خلال تلك الشهور و ما قام هو به هى أصبحت صاحبة شأن فى بلدها التى كانت لا تراها من الأساس و هو
خسر ماله و سمعته و كل شىء و جائت الضړبة الأخيرة من سناء حين أقتربت منه أكثر وقالت
أنت فاكر الأرض إللى أنت بعتها يا أصلان أنت عارف هى ملك مين دلوقتى
بأسم قدر و أسمى نصها ليها و نصها ليا يا أبن أخويا أرض الزيني إللى فرت فيها رجعت لأصحابها الأصليين يا حفيد رضوان الوحيد
قالت الأخيرة بصوت ساخر كان رمزى يقف فى إحدى الممرات الجانبيه بعد أن أغلق هاتفه حين لاحظ أقتراب أصلان منها و لكنه ظل واقف مكانه حين وجدها قويه ثابته قادرة على مواجهة أصلان بقوة و دون خوف و كانت إبتسامة الفخر ترتسم داخل عينيه بوضوح
سناء و أصلان يتبادلان النظرات أحدهم شامته و الأخرى مصډومة
حينها أقترب رمزي منهم و وقف بجانب سناء و قال
و بيت الزيني لو لسه مصر على بيعه أنا هشتريه منك لأنه فى الأساس بيت قدر و سناء
نظر إليه أصلان بتشتت و بعض التوهان و أبتعد دون أن يجيب على كلمات رمزي
جلس على إحدى الكراسى
المنتشره فى الرواق و عيونه ثابته على باب غرفة العمليات
ظلت سناء على وقفتها تلتقط أنفاسها المتلاحقه و ذلك الدوار اللعېن يعود إليها من جديد
و لكن تلك المره إستطاع الأنتصار عليها و سقطت مغشي عليها بين ذراعي زوجها الذى ظل ېصرخ بصوت عالى على أي شخص يساعده
ليقف أصلان سريعا و يحملها من بين ذراعى رمزي و تحرك بها فى إتجاه إحدى الغرف و هو يقول
ليتحرك رمزي سريعا و هو ينادى
دكتور دكتور حد يلحقنا حد يساعدنا
و فى تلك اللحظة ظهر أمامه طبيب يقول ببعض الڠضب
صوتك يا أستاذ أنت فى مستشفى
ليمسكه رمزى من ملابسه و هو يقول
مراتى الحق مراتى
ليقطب الطبيب حاجبيه و هو يقول
هى فين
أشار له رمزي على الغرفة ليركض إليها الطبيب و خلفه رمزى و حين دلفوا إلى الغرفة خرج أصلان و عاد ليجلس مكانه من جديد
و مرت الدقائق عليه بطيئة و مخيفة و حين نفذ صبره أقترب خطوتان و هو يقول
طمني يا دكتور مراتى مالها
نظر إليه الطبيب و قال بابتسامة صغيرة
هو حضرتك خاېف كده ليه طبيعى يحصلها كده
يعنى أيه طبيعى
أقترب منه الطبيب و قال بابتسامة واسعة
أسعد لحظات حياتى و أنا ببلغ أى راجل أن مراته حامل مبروك المدام حامل
و هاهي جائزته مرضيه بالشكل الذى لم يتخليوه يوما
مراتى مالها
قالها ببعض الصدمه ليقول الطبيب بابتسامته الواسعة
حامل حضرتك هتبقي أب
و ربت على كتفه و غادر الغرفة ليتوجه أصلان إليهم ليجد رمزي يسجد أرضا و يقول بصوت عالى وباكى
الشكر لله الشكر لله الشكر لله
رفع رأسه من الأرض ليرى أصلان ليركض إليه و هو يقول بسعادة
سناء حامل يا أصلان حامل و أخيرا ربنا رزقنا بطفل و أخيرا كافئنا علي صبرنا بكل الخير
ظل يدور حول نفسه بتوهه و أصلان يتابعه بعدم أستيعاب و أندهاش أخرج رمزى هاتفه من جيب جلبابه و بعد عدة ثوان قال بصوت عالى
أذبح ثلاث عجول يا إبراهيم و وزعهم على أهل البلد و كل الغلابه أديهم ٢٠٠ جنيه مع اللحمه أبنى جاى فى الطريق هبقي أب يا إبراهيم هبقي أب
و أغلق الهاتف و عاد يدور حول نفسه و لكن عينيه وقعت على سناء التى تنظر إليه بزهول و دموع عينيها
ټغرق وجهها و عيونها تسأله صدق كلماته
ليقترب منها سريعا و جلس على ركبتيه بجوار سريرها و قال
أيوه يا سناء أنت حامل ربنا بيرضينا يا سناء قبلنا قدره و كفائنا هو بعظيم فضله بسم الله الرحمن الرحيم قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا 8 قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا 9
و لا أنت كنتي عاقر و لا أنا بلغت من الكبر عتيا
لم تتمالك سناء نفسها و هى تضع يديها فوق معدتها تتحسسها برفق و بدأت فى البكاء بصوت عالى و هى تقول
الحمد لله الحمد لله اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك و عظيم سلطانك اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك و عظيم سلطانك
ليضمها رمزي بقوة و هو يردد معها و دموع عينيه ټغرق
كتفيها كمان ټغرق دموعها كتفيه
لم تتوقف الصڤعات عن ضړب مفاتيح الأدراك لدى أصلان الذى يرى أمامه أشياء كان طوال حياته عينيه لا تراها و قلبه لا يشعر بها
كيف يشعر هو الأن بالقلق على تلك القابعه بداخل غرفة العمليات منذ أكثر من ساعه و لا يعلمون ما حالتها
غادر الغرفة و تلك المره لم يعود ليجلس على الكرسى بل أقترب من باب غرفة العمليات و وقف أمامه ينظر إليه و صوت صرخات قدر يصل إليه يخلق داخله إحساس بغيض يريد أن يصدم رأسه به أن يحطمه أن يفتحه الأن يدلف إليها
كيف هذا و لماذا منذ متى يشعر بتلك الأحاسيس و منذ متى يرى قدر بتلك الأهمية التى تجعله الأن يود أن يدخل إليها يضمها و يواسيها يمسك يدها كما رأى زوج عمته يفعل منذ قليل
هل سيسعد بذلك الطفل القادم كما سعد رمزي هل يشكر الله و يسجد له من السعادة
الله و متى تذكر الله متى شكره على شىء أو
دعاه فى يوم متى وقف بين يديه يصلى بصدق دائما كان يصلى رياء جوار جده فى المسجد حتى يقول الناس أنه يصلى فى المسجد فقط أو أخرج من ماله ما يستحقه الفقراء و المساكين
متى نطق أسمه بخشوع و متى خاف منه و هو فعل كل ما هو محرم
ماذا تبقى من المعاصى لم يفعلها
نظر من النافذة التى على يمينه إلى السماء و لم يستطع أن يستمر بالنظر شعر أن قلبه يرتجف و جسده يرتعش و ما هذا هل ما يسيل فوق و جنتيه الأن هو الدموع
هل أصلان الزيني يبكى الأن خوفا من الله و خوفا على قدر
هل أصلان الزيني يبكى ظل هذا السؤال يتردد داخله
أن لا تجلس لتتناول معه الطعام
حين وصفها بالجارية حين تركها بمفردها بعد مۏت جدها حين باع أرض عائلته حين قرر العوده ليخرج فيها غضبه من فشله و خسارته
ليجدها ناجحه و متفوقة واثقه و قويه
جلس أرضا و أحتضن ساقيه بذراعيه و وضع رأسه بينهم و بدء فى البكاء بصوت عالى جعل رمزي يترك سناء و يذهب إليه يرتسم على وجهه الصدمه و عدم التصديق
هل ما يراه حقيقة
أصلان يبكى لا أنه ينتحب ماذا حدث و كيف هذا
جلس بجانبه ينظر إليه بحنان ليقول أصلان من بين دموعه
شمتان فيا
أبتسم رمزي بحنان و هو يقول
أعوذ بالله من الشماته فى حد
أنت كنت فى ضلال ظلمت كتير و يمكن تكون عملت حاجات كتير غلط بس بما أن دموعك نزلت لو قلبك حس بالخۏف لو بدأت تحس أن فاتك كتير يبقى فيك أمل و باب ربنا مفتوح يا أصلان عمره ما قفله و منتظرك ترجعله يا أصلان أبكى و أنت واقف بين إيد ربنا أستغفر و قوله تبت يارب تبت و مش هرجع تانى
كان أصلان يستمع إليه و دموع عينيه ټغرق وجهه و قال
هو ممكن يقبلنى فعلا أنا عملت كل حاجه وحشه ممكن تتخيلها و إللى عملتوا فى قدر
ربت رمزي على كتف أصلان ثم وقف و مد يده له ليقف هو الآخر
و قبل أن يقول له أى شىء فتح باب غرفة العمليات و خرجت الطبيبه بملامح لا تفسر
قال رمزى بقلق
خير يا دكتوره طمنينا
ظلت تنظر إليهم في ثم قالت
مبروك مدام قدر جابت بنت زى القمر و ثوانى و الممرضة هتجبها لحضراتكم
كان أصلان صامت تماما ينظر إليها بعيون باهته لا روح فيها و آثار الدموع ټغرق وجنتيه
و لكن رمزي كان يشعر بالقلق و الخۏف فقال ببعض العصبيه
المهم قدر
أخفضت الطبيبه رأسها و قالت
حالة مدام قدر مش مستقره و أحنا نقلناها العناية المركزة بس هى طالبه تشوفكم كلكم رغم أن حالتها لا تسمح بالكلام بس
تحرك رمزى سريعا ليحضر سناء فى
نفس اللحظة التى خرجت فيها الممرضه تحمل بين يديها الصغيرة و وضعتها بين يد أصلان و هى تقول
مبروك ما جالكم
و غادرت سريعا لينظر إلى الصغيرة بزهول و صدره يعلوا و يهبط بسرعة شديدة و هو يرى وجهها الصغير و يديها الصغيرة التى تضعها على وجنتها
قدر طلبانا يا أصلان يلا بينا
تحرك خلفهم و عيونه ثابته على وجه الصغيرة التى أثرت عيونه و قلبه
دخلوا جميعا الغرفة لقدر التى كانت فى حالة من التعب و الإرهاق ما جعل قلوبهم تتألم همست سناء بأسمها لتفتح عيونها بصعوبه و أول من وقعت عليه عينيها هو أصلان
ظلت تنظر إليه و
على وجهها إبتسامة لم يفهما رمزى أو سناء
قرب يا أصلان
قالتها بصوت واهن ضعيف لكنه سمعه جيدا و أقترب بالفعل و وقف ينظر إليها و هى عيونها ثابته على أبنتها و قالت من جديد
قربها منى
جلس على طرف السرير و قرب الصغيرة منها لترفع رأسها قليلا و تقبلها قبله عميقه و وأغمضت عينيها و هى تملىء صدرها من رائحتها الرائعة فتحت عيونها و نظرت إلى أصلان و قالت
أنا فوزت يا أصلان و أنت خسړت أنا أسمى أتكتب فوق مدرسة للبنات و فوق ثلاث مشاغل و أنت أسمك مبقاش حد فى البلد فاكره أنا كسرت كل القيود كل القيود إللى أنت كنت مكتفني بيها قدرت فى وقت قصير أفتح كل الأبواب إللى قفلتوها فى وشنا لسنين
صمتت لثوانى تحاول إلتقاط أنفاسها ثم قالت
بنتى جت الدنيا و أبوابها كلها مفتوحة علشانها مش عارفة ليه مش خاېفه عليها عيونك مكسوره و الدموع ملياها مش شايفه فيها الغرور بتاع
زمان أصلان الزيني بقا أب لبنت بنت