الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه خيوط العنكبوت

انت في الصفحة 38 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


وغادر بها الغرفة ثم وضعها أعلى المقعد خلف المائدة وسكب لها الطعام بصحنها وبدأ هو في اطعامها كانه يطعم صغيرته ولكن هي رافضة لتناول الطعام
هتف قائلة بجدية 
والله الاكل ده بفلوس حلال ممكن تأكلي بقا 
كأنها داخل حلم تسمع صوته يأتي من بعيد هزها سليم برفق ليجعلها تفيق من شرودها وتتناول طعامها وم سح دموعها المنسالة على وجن نتها وهتف معتذرا 

أنا أسف أن السبب في كل اللي بتواجهيه بجد أسف أن وصلتك للحالة دي حياة أنا
مش وحش إوي زي ما انتي شيفاني كدة أنا حاسس إن لوحدي رغم وجود أمي وأخويا بس بردو لوحدي شايل جبل من الهموم لوحدي بعاني في صمت من غير ما حد يعرف واجهة كتير مصائب ومتاعب ومشاكل وكان عليا حلها لوحدي بردو من غير ما أشيلهم هم ولا خوف من اللي جاي ولسه مستعد أدفع عمري كله عشان يعيشوا في أمان
كان حديثه حرك مشاعرها وفاقت من شرودها تهمس بخفوت وعيناها تعانق عيناه الغامضة 
وأنت مش لوحدك أنا معاك
دلوقتي وهشارك كل همك بس تصارحني بكل حاجة
لاحت ابتسامته العذبة وقال بحماس
تأكلي الاول قبل ما الاكل يبرد وتقوليلي رأيك بعرف اطبخ ولا لأ
أومت برأسها ولكن
رفع هو الشوكة والتقط بها المعكرونة وقربها من فاها ليطعمها بنفسه نظرت له بحيرة فهذا الشخص ليس بالشخص القاسې الذي عرفته من قبل وانما ينبعث من صوته وملامحه الدفئ والأمان يعاملها بحنان وېخاف عليها 
شعر هو بحيرتها فهمس قائلا بقربها
هتفهمي كل حاجة أوعدك هحكي ليكي كل حاجة عشان مش قادر أشوفك پتنهاري بسببي وأنا بصراحة محتاجك معايا في اللي جاي 
هزت راسها بالايجاب وتناولوا الطعام سويا بعد لحظات قليلة نهضت عن مقعدها تحمل الصحون وتدلف بهم المطبخ لحق بها سليم وقال بصوت حاني 
بتحبي تشربي الشاي بعد الاكل مش كدة 
هزت راسها مؤكدا على ذلك ووقفت أمام الحوض تجلي الصحون بينما وقف سليم خلفها يعد الشاي بالغلاية الكهربائية 
بالمشفى 
لم تغمض لها جفن بعدما قص عليها زو جها ظل بالها منشغلا بالتفكير ماذا ستفعل هل ستخسر جنينها بعد كل هذا شعور بالحقد احتاج قلبها تريد أن ټحرق الاخضر واليابس لن تتركهما يتهنون بلحظات من السعادة وهي منكبة حزينة على ضياع كل شيء من حولها بالاول خسړت حبها سليم
وبعده خسړت علاقتها بزو جها وفقدت جدها للابد ولم يبقى لها إلا الطفل الذي ينمو بداخلها ولكن لن تتقبل خسارته قبل أن يدفع كل ما تسبب بألامها وحزنها ثمن ما فعله بحقها 
هتفت مرددة لنفسها 
لن أقبل بالهزيمة بعد اليوم وسيدفعون الثمن غاليا أضعاف ما شعرت به 
هكذا حدثت نفسها وبعد ذلك حاولت أن تنام لتهرب من ذلك الواقع المرير كما تظن 
كان أسر جالسا بالمقعد مجاورا لفراشها لا يعلم بماذا تفكر به نور وما القرار التي اتخذته فبعد ما أخبرها بكل شيء ظلت صامته وطلبت منه أنها تريد النوم تركها تفعل ما تشاء وداخله عدة هواجس وترك بالنهاية القرار لها كما أنه يتمنى ولادة طفله مهما كانت العواقب فهو لن يتخلى عنه كيف يتخلى عن قطعة من روحه بإرادته طالما حلم بتلك اللحظة عليه أن يتمسك بها مهما كان بلاءه أشد فعليه الصبر والتحمل من أجل طفله القادم الذي ينتظره بشوق 
زفر أنفاسه بحړقة تخرج من قلبه على ذلك الوضع الذي لا يحسد عليه وبعد تفكير طويل حاول اغماض عيناه ولكن اهتز هاتفه معلن عن وصول رسائل عبر تطبيق الواتس اب
أخرج هاتفه ليجد ميلانا هي التي تراسله كما دون أسمها رفيقة العمر
أبتسم بحب عندما فتح تلك الرسائل ليقرأ محتواها بعينيه
كيفك حبيبي 
هلا موعد دواك لا تنساه
دقق بانامله وهو بجيبها كاتبا
حبيبك بخير وأخدت الدوا تعرفي أنك واحشاني كتير 
ارسلت له ايموجن الضحك وردت 
وأنا اشتقتلك كتير 
بادلها الايموجن بقلب أحمر كبير ورد 
كان نفسي اسمع صوتك قبل ما انام بس مش عاوز اجرح نور بتصرفي
كانت متفهمة لردة وكتبت
انشالله تكون منيحه هلا
والله ما عارف أنا صارحتها بكلام الدكتور ومش قادر أعرف هي ناوية على ايه ولا بتفكر في ايه 
أن شاء الله بصير خير 
يارب 
حبيبي فيك تنام هلا واترك التفكير العظيم
تبسمت بحب وردت 
تصبح على سعادة 
أغلق الهاتف وهو يتنهد بارتياح فكلمات بسيطة من ميلانا قادرة على السعاده فهي دائما ترسم البسمة على محياه بوجودها جانبه لم يحمل هما للغد 
عودة إلى لندن 
كان جالس على الأريكة الجلدية وحياة بجانبه صوب أنظاره أليها وبدء في سرد ما حدث معه منذ خمسة أعوام 
عاد سليم بذاكرته لتلك الخمسة أعوام الذي عان فيهما الكثير عندما أفاق من غيبوبته أثر حاډث السير الذي كان يودي بحياته عندما فتح عيناه وجد والده جالسا بجواره وتنساب دموعه وهو يعتذر منه عن ما حدث بسببه وأنه المخطى وعليه دفع ثمن أخطاءه وچرائمه التي أقترفها بعدما زين له الشيطان الثروة التي سيحظى بها من تجارته الغير مشروعة بالاتجار ولم يكتفي بذلك فقد أتخذ مشفى

خاصة ليغطى أعماله بداخلها فقد كان المتوفين داخل المشفى ومازالت صالحة وهذه تسمي سړقة بشړية وكان يأخذها من يستحقها من ذا سلطة من رجال الأعمال وبعض رجال الدولة والقانون فمنهم الذي كان بحاجة لزراعة كبد وأخر لقلب وأخر لكلى كما كان يستخدم قرنيات العيون لعمل زراعة قرانية لاطفال ولشباب بحاجة لتلك العمليات كل ذلك في الخفاء ويتاخذ المشفى
ستار ليغطى أعماله الغير قانونية ويعمل لحساب ومن أموال تلك العمليات يحولها بحساب اخر ببلدة أوروبية ويتم غسل الأموال لكي يريح ضميره ولم يعرف بأنه يفعل الجرم المشهود والشياطين توسوس له بأنه على صواب فهو يساعد الاناس فقط ويأخذ من المتوفين وليس الاحياء هكذا سولت له نفسه 
ومن أجل أمره بعدما واجهه سليم بأفعاله وحدثت بالحاډث
الذي جعل سليم طريح الفراش لعدة شهور 
قرر توفيق أن ينهي كل تلك الأعمال ولكن لن تتركه بعدما علم بكل أسرارهم ولذلك تم وأخفى سليم خبر وتواطد مع الطبيب فؤاد بأن
يخبر والدته بأن والده ټوفي إثر أزمة قلبية ورفض سليم أن تراه والدته وهو مټوفي لكي لا ينفضح سبب وفي ذلك الوقت ات الشاب الأمريكي جان لزيارة سليم بالمشفى وأخبره بأن تريد اكمال عمل والده وإذا رفض سليم سوف يكون أسر هو الخسارة القادمة ولن يتحمل سليم فقدان شقيقه لذلك قرر أن يتصنع بأنه قعيد ولم يقدر على الحراك ريثما تبتعد عنه وقرر مساومتهم سيظل يعمل معها بصفقات فقط أما اعمال المشفى لن يكملها وهددهم بڤضح أمرهم لانه لديه ملف خاص بجميع عملياتهم التي تمت بداخل القاهرة وخارجها وكل المعلومات التي تخص كل عضو من المنظمة
صمت قليلا يسترد أنفاسه لتقاطعه حياة بوجه مكهفر 
مش مبرر يا سليم تكمل في الشغل معاهم 
وضع كفه على فاها ثم قال باسمة 
أنتي لسه مش فاهمة يا حبيبتي أنا على مدار الخمس سنين اللي فاتوا كنت بفشل كل عملياتهم وفي اتفاق بيني وبين الشرطة المصرية وكمان الملف معايا على فلاشة وهسلمه للشرطة الفيدرالية هنا عشان تعبت من كتر حبسي على الكرسي المتحرك تعبت من كتر الجبل اللي انا شايلة لوحدي مش قادر افضح سر ابويا وأمي تكتشف أنها اتخدعت في زو جها وحب عمرها كل السنين ديكمان أسر مش هيتحمل يعرف أن بابا شارك في كل العمليات الإجرامية دي انا حافظت على كيان البيت والعيلة وعمال المم الچروح اللي بابا سابها أنا ماعشتش افضل سنين عمري كاي شاب من حقه يكمل في حياته ويكون أسرة ولم اكتشفتي انتي الملف على اللاب توب بتاعي واخترقتي الحساب كان لازم ابعدك في الوقت ده أنا عارف إن غلطت غلطة عمري لم خطڤتك بس كنت مجبر ابعدك ماكنش ينفع حد يعرف عن المستخبي حاجه أنا آسف 
طبع حانية أعلى راسها وكرر اعتذاره ثم نظر لها بمشاعر صادقة وقال
وجودك جنبي دلوقتي مهم جدا بالنسبالي واكبر دافع أن أكمل في طريق الحق انا لم يمكن أاذيكي أو أاذي اهلك لاني بكل بساطة بحبك واهلك كمان أهلي بس كنت في حرب ولازم أكسبها وعشان كده ماكنش قدامي غير اجبارك على الجواز منها استغل معايا نكمل الخطة اللي البوليس اتفق معايا نكملها طبيعي وان مسافر عشان اعمل عملية 
لكن الاستغلال الحقيقي كان لقلبي انا محتاج وجودك عشان يقويني مهما كانت النتيجة أو اللي هيحصلي بعد كدة بس ماقدرتش اشوفك مڼهارة وپتتعذبي بسببي واقف اتفرج عليكي عشان كده أنا بصارحك بالحقيقه الكاملة بدون زيف 
هتفت بقلق 
يعني حياتك انت كمان في خطړ هنا 
هز رأسه نافيا 
مش مهم حياتي قصاد حياة كل اللي بحبهم يعيشوا في سلام وأمان
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت
لا يا سليم مش لازم تضحي بحياتك اللي لازم تحارب عشانه هو انك تفضل عايش ومكمل في حياتك عشان اهلك محتاجينلك
غمز لها لمشاكسة وقال 
أهلي بس 
أبعد انظارها عنه بتوتر وكانت تهم بأن تنهض من جواره ولكن ام سك بها يمنعها الهرب من حصاره ورفع وجهها لتعانق مقلتيه البنية مقلتيها العشبية النضرة وهمس بعشق دفين أخفاه عنها منذ أن التقى بها وشعر بذلك القابع بص دره ينبض بصخب في حضورها وعندما تبتعد يشتاق لها ويتمنى قربها 
طالت النظرات بينهما دون حديث ولكن تحركت ش فتيه تعرف طريقها للوصول لش فتيها المنتكزة يرؤي ظمى عشقه وشوقه لها 
حصل بالنهاية على مراده وتنمى لو يفديها بعمره فلم يبخل عليها بتقديم روحه فداءها جرفته المشاعر بتملكها وهو يخشي عليها أن يكون قد توقعها بالخطړ بسبب كل ما عرفته حتى اللحظات الجميلة التي عاشها مع محبوبته لم يتردد عقله بالتفكير والخۏف منما هو قادم 
الفصل الثلاثون
فتح سليم عيناه على وجهها الملائكي أبتسم بسعادة ومال على وجنتها يطبع وظلت أنظاره مصوبة على كل تفاصيل

ملامحها وكأنه يحفر ملامحها بعقله كما وشم قلبه بوجودها داخله انتابه شعور بغصة تغزو بصدره حاول تنفيض الأفكار التي تعصف بكيانه الآن ونهض من جانبها متوجها إلى المرحاض لينعش ج سده تحت المياه الدافئة وبعد أن انهي استحمامه جفف جسده بالمنشفة وارتدي ثيابها المكونة من بنطال قماشي اسود وقميصه الأبيض ووضع سترته السوداء أعلى قميصه ثم نظر لساعة يده
ليجدها الساعة الواحدة إلا خمسة عشر دقائق بعد منتصف الليل 
صدح رنين هاتفه ليخرجه من جيب سترته ووضعه على اذنه يستمع لطرف الأخر بعد دقيقة واحدة أغلق الهاتف ودسه ثانيا داخل سترته ثم اقترب من فراش محبوبته يودعها بنظراته ورفع انامله تلام س وج هها برقة 
فتحت عيناها تنظر له ببسمة هادئة ثم
اغمضت عيناها ثانيا تبسم هو براحة فيبدو انها تحلم هم بمغادرة الغرفة وعيناه حائرة لا يريد أن يبعدها عن رؤية محبوبته تنهد بعمق وغادر الغرفة وهو يحدق
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 70 صفحات