قطه في عرين الاسد
ده شكلى هتعمى قريب ومش هشوف حد أصلا
ضحكت نرمين وربتت على كتفها قائله
لينا الجنة يا بنتى لينا الجنة .. أنا راحه أوضتى
دخلت نرمين غرفتها .. لتجد هاتفها يرن .. ردت قائله
السلام عليكم
أتاها صوت رجل عبر الهاتف
ألو .. الآنسه نرمين
قالت نرمين بإستغراب
أيوة أنا .. مين حضرتك
قال الرجل بصوت رخيم
قالت نرمين پحده
انت بتستهبل
قال الرجل
لأ مش بستهبل تحبي أثبتلك
قالت پحده
أنا هقفل السكة ..
متتصلش هنا تانى
قال الرجل بسرعة قبل أن تغلق الخط
اسمك نرمين خيري وأخوكى الكبير مراد و عندك أخت أكبر منك اسمها سارة ووالدك متوفى .. وانتى فى آخر سنة فى الجامعة .. وعندك 22 سنة
انت عرفت المعلومات دى كلها ازاى .. انت مين بالظبط
قال الصوت هامسا
أنا معجب
قالت بسخريه
نعم .. معجب !
قال بنفس الصوت الهامس
أنا مش معجب بس أنا عاشق ولهان
قالت نرمين پحده
لو ماقولتش انت مين هقفل السكة
قال الرجل
بكرة تعرفى انى مش بعاكس يا نرمين .. وانى فعلا معجب بيكي .. وحابب أتعرف عليكي
أنا مبتعرفش على حد
أنا مش أى حد يا نرمين أنا الراجل اللى هيبقى جوزك .. يعني تتكلمى معايا بإسلوب أحسن من كده
أغلقت الخط فى وجهه وهى تشعر بالدهشة من جرأة ذلك الرجل الذى يعرف عنها كل شئ .. جلست شاردة تحاول أن تخمن من يكون هذا الرجل !
تقابلت صباح مع جمال فى مكانهما المعتاد خلف أحد الأبنية التى لم يتم الانتهاء من بنائها .. قال جمال وهو يمعن التفكير
قالت صباح
بوى جال انها هتعد شهر وبعدين تشوف هتعد حدانا ولا هترجع مصر
نظر اليها جمال قائلا
شكلها اييه .. حلوة
صاحت صباح پغضب
مالك انت حلوة ولا مش حلوة .. ان شاء الله تطلع قرد مسلسل انت مالك
قال جمال ضاحكا
انت بتغيري ولا اييه
قالت صباح پحده
قال جمال ساخرا
طبعا مش بنت خيري
ثم أكمل بغل
خيري اللى ضيع مستجبل عمى واتشرد بسببه
قالت صباح
تانى يا جمال ليه بتفتح الموضوع ده تانى عاد
قال جمال ببرود
خلاص جفلنا عليه
اقتربت منه صباح قائله
قال لها جمال بنفاذ صبر
يووووه انتى يا معندكيش حكى الا حكى الجواز ده
صاحت صباح پغضب
اييوه آنى كنت حسه من الأول انك بتلعب بيا يا جمال .. كنت عايزنى أجيبلك أخبار الخلج حدانا مش اكده .. ومبدكش تتجوزنى واصل .. آنى اللى غلطانه أصلا وأستاهل ضړب التييييييت انى سمحت لواحد من عيلة الهوارى انه يجرب منى وهو مكنش يحلم يشوفنى حتى فى منامه
صاح جمال بتهكم
ليه فاكره نفسك مين عاد يا صباح .. متفوجى لنفسك وشوفى انتى من عيلة مين وآنى من عيلة مين .. انتى فاكره انى ممكن أتجوز واحدة من عيلتكوا .. ده انتوا أساسا عيلة تييييييييييييييت ومستحيل أتجوز منيكوا
دفعته صباح بيدها پغضب وقالت
والله العظيم لنتجم منيك يا جمال بكرة تشوف صباح هتعمل فيك اييه
دفعها جمال بيده قائلا
ابجى وريني هتعملى اييه .. هتروحى تجولى لأبوكى جمال كان بيسرح بيا يابوى .. عشان خوكى عثمان يفرغ طبنجته فى راسك ونرتاح منيكي
قال ذلك وانصرف .. وتركها تتلوى من الڠضب والحقد والرغبة فى الإنتقام لكرامتها المهانه .
خرج مراد من شركته وطلب من السائق ايصال سارة الى الفيلا .. ثم الټفت اليها قائلا
مش هروح دلوقتى هتمشى شوية
طيب والعربية يا أبيه
مش مشكلة هاخد تاكسي
سار مراد فى شوارع القاهرة وتحت سمائها .. جلس على أحد الكافيهات المطلة على النيل .. وأخذ يتطلع اليه متئملا ما حوله .. أخرج من جيبه دفتر صغير وقلم أنيق .. ظل يسطر بضع كلمات .. سرقه الوقت .. واندمج فى الكتابه .. كان متنفسه
الذى يعشقه .. هو الكتابه .. كلما شعر بالرغبة فى البوح بمكنونات نفسه أخرج دفتره وقلمه ودون ما يشعر به من مشاعر وأحاسيس خفيه .. لا يعلمها الا هو وربه .. دفتر وراء دفتر .. حتى تجمع لديه أعداد كبيرة منها .. يحتفظ بها فى خزينة مكتبه .. كان يبدأ فى الكتابة بحال وينتهى بحال آخر .. كانت دائما تريحه وتزيل حمل كتفيه الثقيل .. كان يشعر
بنفسه أخف وبقليه أرق .. أطلق تنهيده عميقه .. وأخذ ينعش رئتيه بالهواء المنعش الذى يهب فى تلك الليلة الساحرة .. سمع صوت ضحكات طفل صغير .. الټفت فوجد على بعد خطوات زوجين بصحبة ابنهما الصغير .. كان الصغير يضحك بمرح لمداعبة والده له .. نظر اليهم مراد مبتسما .. كان كلما زاد الرجل من مداعباته زاد الصغير من ضحكاته واتسعت ابتسامة مراد أكثر .. بعد فترة أخذ الصغير يتلهى بالطعام أمامه وانشغل به .. فاقترب رأسى الزوجان من بعضهما البعض .. هو هامسا وهى مستمعه مبتسمه .. أشاح مراد بوجه عنهما وقد شعر بغصه فى حلقه .. ووغزة فى قلبه .. وقال في نفسه ما شاء الله لا قوة إلا بالله خشية أن يحسدهما دون أن يقصد .
فى الصباح صلت مريم صلاة الإستخاره للمرة التى لا تتذكر عددها .. وارتدت ملابسها واستعدت لإستقبال عمها عثمان الذى حضر بسيارته الفارهه وحمل حقائبها الى السيارة .. جلست بجواره فى المعقد الأمامى وهى تبتسم بسعادة فها هى مقبلة على موطن والدها وبيته وعائلته .. شعرت بأن السعادة قد آن أوانها .. ترى هل كان شعورها صحيحا أم خاطئا !
الفصل العاشر.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
فى الصباح صلت مريم صلاة الإستخارة للمرة التى لا تتذكر عددها .. وارتدت ملابسها واستعدت لإستقبال عمها عثمان الذى حضر بسيارته الفارهه وحمل حقائبها الى السيارة .. جلست بجواره فى المعقد الأمامى وهى تبتسم بسعادة فها هى مقبلة على موطن والدها وبيته وعائلته .. شعرت بأن السعادة قد آن أوانها .. ترى هل كان شعورها صحيحا أم خاطئا !
كان عثمان صامتا معظم الوقت .. لم يتحدث الا قليلا .. وكانت هى لا ترغب فى ازعاجه بكثرة حديثها وأسئلتها .. فالتزمت الصمت .. وصلت مريم الى النجع بعد عناء السفر .. كان فى استقبالها جدها وجدتها .. خرجت من السيارة معانقة اياهم بشدة .. قالت جدتها وهى تبكى بنت ولدى الغالى .. يا حبيبي يا ولدى .. الله يرحمك يا خيري .. ويرحم مرتك وبنتك
ترقرت العبرات فى عيني مريم وأخذت تتساقط على وجهها الذى تبدو عليه علامات التأثر .. أدخلاها الى البيت ... كان بيتا كبيرا له مذاق وطابع خاص .. جلست بين جدها وجدتها التى قالت
بصيلي عشان أملى عنيا بشوفتك يا حبيبة جلبي .. ما شاء الله عليكي .. ربنا يحرسك يا بنيتى .. ربنا يحرسك
خرجت صباح لترحب ب مريم .. قال عبد الرحمن مشيرا الى صباح
صباح عمتك يا بنتى .. أخت بوكى الله يرحمه
ابتسمت لها مريم وقامت لتسلم عليها .. تفحصتها صباح من رأسها الى أخمص قدميها .. وقبلتها