الإثنين 25 نوفمبر 2024

قطه في عرين الاسد

انت في الصفحة 25 من 96 صفحات

موقع أيام نيوز

صوته يدعوها للدخول .. دخلت وأغلقت الباب بهدوء وتقدمت وهى متوترة قليلا وقالت 
معلش يا أبيه عطلتك
نظر اليه مراد الذى بدا منهمكا فى قراءة احد الكتب وقال 
خير يا سارة
قالت بإرتباك 
انت قولتلى هتفكر فى موضوع شغلى فى الشركة
وضع مراد الكتاب أمامه على المكتب وبدا عليه التبرم وقال بنفاذ صبر 
نفسي أفهم هتستفادى ايه
قالت بحنق 
يا أبيه أنا زهقانه من الأعدة فى البيت ..عايزة أحس انى بعمل حاجه مفيدة .. وبعدين هو أنا هشتغل عند حد غريب .. أنا هشتغل عندك فى الشركة
صمت مراد وبدا عليه التفكير .. طال صمته .. ثم نظر اليها قائلا 
ماشى يا سارة أنا موافق تشتغلى عندى فى الشركة
اتسعت ابتسامتها وقالت بسعادة 
بجد يا أبيه .. يعني خلاص وافقت
قال مراد بحزم 
أيوة .. بس بشرط هتشتغلى فى المكان اللى أنا أحدده
أمأت رأسها وقالت بحماس 
ماشى يا أبيه موافقه
قال مراد وهو يعود أخذ الكتاب من فوق المكتب 
خلاص بكرة ان شاء الله جهزى نفسك عشان ننزل سوا
قالت مبتسمه بحماس 
ماشى .. شكرا يا أبيه
قالت نرمين ل سارة بسخرية وهما جالستان فى غرفة هذه الأخيرة 
والله .. طيب كويس أوى انه حن واتعطف واتكرم عليكي ووافق انك تشتغلى فى شركته
ضحكت سارة وصفقت بيدها قائلا 
مش مصدقه .. الحمد لله انه وافق
قالت نرمين بحنق 
أنا مش عارفه ايه السچن اللى احنا عايشين فيه ده .. ما البنات بتشتغل عادى وبيخرجوا لوحدهم عادى .. اشمعنى احنا يعني اللى محبوسين كده .. مبنخرجش الا مع مراد أكننا أطفال فى الحضانه .. هانت والسنة تبتدى فى الكلية وأخرج أشم نفسي شوية
ابتسمت سارة قائله 
آل يعني لما تروحى الجامعة هتشمى نفسك .. مراد بيخلى السواق يوصلك ويرجعك ومش كدة وبس بيعرف كل مواعيد محاضراتك وسكاشنك
قالت نرمين بحنق 
بس على الأقل هشوف ناس غيركوا .. دى حاجه صعبة أوى حسه انى مش بنت زى باقى البنات .. ده ولا السچن يا شيخة ايه ده
قالت سارة بهدوء 
بصى هو مراد بېخاف علينا عشان بنات .. وانتى شايفه أصلا البلد دلوقتى مش أمان خالص .. وكل شوية نسمع عن حوادث خطڤ واغتصاب وقتل وسړقة يعني هو معذور برده فى خوفه علينا
قالت سارة پغضب 
بس مش كده يفكها شويه .. فيها ايه يعني لما تشتغلى فى الشركة ليه كل التفكير ده .. وايه المشكلة يعني لما نروح نزور صحباتنا ليه دايما هما اللى ييجوا يزورونا واحنا مبنزورش حد .. ده حتى الخروج مش بيوافق عليه .. بالله عليكي دى عيشة .. دى عيشة تخنق بجد .. ده أنا مش عارفه أصلا هنتجوز ازاى لا حد بيشوفنا ولا بنشوف حد .. حتى صحابه لما بييجوا يزوروه بيفرض علينا حظر تجول لحد ما يمشوا
قالت سارة بضيق 
أهى دى الحاجه الوحيدة اللى مضيقانى
ابتسمت نرمين بخبث وقالت 
بس طلعتى مش سهل يا سارة
تقصدى ايه 
يعني .. الراجل معدش بييجى قولتى تروحيله بنفسك
صاحت سارة بحنق 
ايه تروحيله
دى متنقى ألفاظك .. اخرجى يا نرمين شوفى حاجه اتسلى بيها غيري
قامت نرمين وقالت بتهكم وهى تغادر الغرفة 
ده على أساس ان التسليه ماليه البيت
ذهبت مريم الى دار المسنين حيث تعيش والدة ماجد

.. دخلت غرفتها .. وجدتها كما تتركها كل مرة .. نائمة على فراشها تنظر الى سقف الغرفة ويبدو أنها تسبح فى عالم آخر .. جلست بجوارها ومررت يدها على شعرها وقالت بحنان 
ازيك يا ماما .. أخبارك ايه .. ماما .. ردى عليا .. أنا مريم .. مريم مرات ماجد
بدا وكأن المرأة لا تسمعها ولا تلفت اليها .. أكملت مريم وهى تنظر اليها بأسى 
كان نفسي أعرف أخدك معايا يا ماما .. كان نفسي تكون صحتك اتحسنت وأقدر أسفرك معايا .. أنا مسافرة يا ماما .. مسافرة النجع .. أهل بابا الله يرحمه عرفوا طريقى .. وجولى .. وعايزنى أعيش معاهم .. وأنا خلاص كلها كام يوم وهسافرلهم
فجأة وجدتها مريم ولأول مرة تحرك رأسها تجاهها وتنظر اليها .. ابتسمت مريم بفرح وقالت 
ماما انتى سمعانى مش كده .. فاهمة أنا بقولك ايه .. مش كده
ظلت المرأة تنظر اليها بدون أن تتكلم .. فأكملت مريم بحماس 
ماما كلميني .. طيب هزى راسك .. أنا حسه انك فهمتيني لما قولتلك انى مسافرة النجع
تجمعت العبرات فى عين المرأة .. وبدا عليها التأثر الشديد .. مسحت مريم على رأسها وقالت لها بحزن 
عارفه ان چرحى وچرحك كبير أوى .. بس أنا عايزاكى تتحسنى يا ماما .. احنا الاتنين ملناش الا بعض .. أنا عارفه ان نفسك ترجعى النجع تانى .. البلد اللى اتولدتى فيها وعشتى فيها .. وعشان كده عايزاكى تتحسنى عشان أقدر أخدك تعيشي معايا
ثم أكملت قائله بإبتسامه 
أنا هبقى على تواصل مع مديرة الدار .. وكمان أكيد هاجى أزورك ان شاء الله .. والمرة الجاية الى أشوفك فيها تكونى اتحسنتى وأقدر أخدت معايا
قبلت مريم يد المرأة ووجنتها .. بدت نظرات المرأة اليها حانية للغاية .. ولاح شبح ابتسامه على شفتيها .. ابتسمت مريم بسعادة وهى ترى هذه الإستجابه منها .. توجهت الى مديرة الدار وأعلمتها بأمر سفرها وأخبرتها مريم أنها ستستمر فى الاتصال بها حتى تستطيعالإطمئنان على حالة والدة ماجد .. خرجت مريم من الدار ووجدت فى الخارج صندوقا للصدقة من أجل الدار فتحت حقيبتها وأخرجت منها ما يسره الله لها ووضعته فى الصندوق بنية شفاء والدة ماجد .. كانت مريم تعلم حديث النبي صلى الله عليه وسلم داووا مرضاكم بالصدقة .. دعت لها أن يشفيها الله عز وجل وتعود الى رشدها مرة أخرى
كانت الزيارة التاليه هى الأصعب على نفس مريم لكنها أصرت عليها .. توجهت الى المقاپر حيث ډفن ماجد رفعت يديها ودعت الله له كثيرا والعبرات تنهمر من عينيها لټغرق وجهها .. ظلت واقفة وسط المقاپر تنظر الى تلك القپور التى حولها .. يا الله كل هؤلاء فقدوا حياتهم وأرواحهم وتركوا خلفهم أمهات وآباء وأبناء وزوجات .. وأولئك سيلحقون بهم بدورهم .. كل فى ميعاده الذى كتبه الله له .. ظلت تنقل بصرها من قبر الى آخر وهى تتسائل ما الذى يدور داخل كل قبر الآن .. من من هؤلاء يتعذب بعمله ويتحول قبرة الى حفرة من حفر الڼار .. ومن يجازى بعمله الطيب ويتحول قپره الى روضة من رياض الجنة .. شعرت بالتأثر الشديد .. ظلت تدعو ل ماجد ووالدها ووالدتها وأختها ولكل موتى المسلمين .. ثم أخيرا استدارت لتنصرف وهى تشعر أن فى قلبها چرحا كبيرا تأمل أن يندمل يوما ما.
كانت والدة صباح تجهز العديد من أنواع الطعام المختلفة .. وتضعها فى المبرد .. دخلت عليها صباح قائله 
اييه كل الوكل ده ياماى .. احنا عازمين جبيله ولا اييه
ابتسمت لها أمها قائله 
لا يا بنيتى .. بنت خوكى .. مريم .. جايه كمان كام يوم .. ولازمن نستجبلها امنيح
قالت صباح بتبرم 
اييوة بس مش كل ده يعني .. أصلا بوى جال انها سفيفه يعنى ملهاش
فى الوكل
قالت لأم پغضب 
اييه الكلام اللى عاتجوليه ده
24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 96 صفحات