قطه في عرين الاسد
ونرجع سوا مش همشى لوحدى
تنهد مراد ثم قال
طيب يا سارة هفكر فى الموضوع وارد عليكي
قالت بحماس
بس عشان خاطرى مترفضش .. بجد أنا حبه أوى أشتغل فى الشركة
ابتسم قائلا
خلاص سبيني أفكر
تلاقت نظرات سارة
مع نظرات نرمين الى ابتسمت اليها بخبث .. فتجاهلتها سارة وتناولت طعامها فى صمت.. بعد قليل جاء ل مراد اتصال هام فإستأذن منهم ليتحدث بالخارج .. خرج من المطعم ووقف على جانب يتحدث فى الهاتف .. ما كاد ينهى اتصاله حتى سمع سيدتان تخرجان من المطعم تقول احداهما للأخرى
أيوة شوفته صعبان عليا أوى بعد اللى حصله فى رجله
قالت الأولى فى أسى
وكمان مراته اللى سابته واتجوزت واحد غيره .. مسكين صعبان عليا أوى احساس صعب برده انه يحس ان مراته سابته عشان اعاقته واتجوزت واحد تانى وخاصه انه لسه متجوزش لحد دلوقتى
طبعا يا بنتى صعب انه يلاقى واحده ترضى بيه أنا عن نفسي مرضاش أتجوز واحد أحس معاه بالنقص والناس بتبصله بشفقه وصحابي بأه يستلمونى تريقه ملقتيش الا واحد معاق
يلا عشان نمشى
نظرت اليه نرمين قائله
صاح مراد فيها پغضب
قولت قومى حالا
نظرت اليه أمه قائله
بتزعلقها ليه يا مراد .. خلينا أعدين شوية
نظر الى أمه قائلا بحزم
أنا عايز أمشى عندى شغل .. ومش هينفع أسيبكوا لوحدكوا .. يلا قوموا معايا
نهضت الفتاتان وهما تشعران بالحنق والضيق .. شعرت والدته بأن شيئا ما أصابه أو أن المحادثة الهاتفيه عكرت مزاجه للغايه .. أوصلهم الى المنزل دون أن يتفوه ببنت شفه .. ثم انطلق فى طريقه وهو لا يدرى وجهته .. فقط يدرى شئ واحد .. لا شئ فى هذه الدنيا يستطيع مداواة جراحه أبدا .
.. شعرت بأنها حققت هذا الهدف بالفعل .. فها هو خالد وقد أغمرها بالهدايا والفسح .. كانت تتمنى وهو يلبي .. ابتسمت لنفسها بسعادة والهواء المنعش يداعب وجهها من شباك السيارة .. مد خالد يده ونزع قطعة القماش الصغيره التى تسميها مجازا حجاب .. ثم نظر اليها قائلا
ابتسمت له وعدلت من تصفيف شعرها وهى تنظر الى المرآة
لمس خالد شعرها قائلا
طالما شعرك حلو كده بتخبيه ليه
ضحكت قائله
تعود بأه
لأ مش عايزك تلبسيه تانى شكله وحش عليكي
ابتسمت قائله
بس لازم ألبسه أدام أهلى وأنا نازله من البيت .. بس أوعدك أول ما نتقابل هقلعه على طول
ابتسم قائلا
ماشى يا جميل .. تحبي بأه تروحى فين النهاردة
اختار انت المكان
رفع حاجبه بخبث قائلا
ومش هتعترضى
قالت ب دلال
تؤ مش هعترض
بعد ربع ساعة من القيادة أوقف سيارته أمام العمارة التى يقطن فيها .. نظرت سهى الى العمارة بريبه ثم التفتت الى خالد قائله
مش ده بيتك
ابتسم قائلا
أيوة يا حبيبتى
أوقف السيارة ونزل منها والتف حولها وفتح لها الباب .. نزلت وبدا عليها التردد ثم قالت
طيب مينفعش نروح مكان تانى
ابتسم لها قائلا
انتى خاېفه منى ولا ايه
قالت بسرعة
لأ طبعا بس خاېفة يعنى ان حد يشوفنا
ج ذبها من يدها قائلا
محدش هنا يعرفك .. ولو عليا فمحدش له حاجه عندى
صعدت معه وهى تشعر بخفقات قلبها المتسارعه .. عاد الصوت بداخلها يخبرها بأنها تفعل شيئا خاطئا وبأنها تمادت كثيرا وتنازلاتها تكبر يوما بعد يوم .. لكنها أسكتت هذا الصوت كالمعتاد وقالت له أنا مش هعمل حاجه غلط مجرد زيارة صغيرة وهنزل على طول أنا كبيرة وعاقلة وأقدر أحافظ على نفسي كويس
.. دخلت الى البيت وهى متوتره قليلا .. فضلت الجلوس فى الشرفة عاد اليها وقدم لها كأسا فقالت بدهشة
بالنهار كده
ضحك قائلا
وفيها ايه يعني هى الخمړة ليها وقت محدد
قالت بقلق
لا بلاش مش عايزه
ابتسم قائلا
خلاص براحتك
نظر اليها قائلا
انتى ليه متوتره كده
بصراحة أصل دى أول مرة أروح بيت واحد
ما انتى جيتي هنا قبل كده
قالت بسرعة
بس يومها كان فى حفلة بس النهاردة مفيش غيري
اقترب منها قائلا
ماهو حلاوتها ان مفيش غيرك
ابعدته عنها قائله
خالد انت عايز منى ايه بالظبط
لمعت عيناه قائلا
لسه مفهمتيش .. حبيبتى أما عايز أتجوزك
شعرك بسعادة غامرة تجتاح كيانها كله .. شعرت وكأنها لمست النجوم بيديها وحصلت على نجمة منهم .. قالت بحبور
بجد يا خالد .. بتتكلم جد .. عايز تتجوزنى بجد
ابتسم واقترب منها قائلا
أيوة طبعا يا حبيبتى .. بتكلم جد .. من يوم ما شوفتك وانتى دخلتى دماغى .. ومبقتش بتمنى غير انك تكونى ليا
اتسعت ابتسامتها .. لكنها تحطمت وتلاشت عندما سمعته يقول
بس هنتجوز عرفى
صمتت قليلا تحاول استيعاب ما قال .. ثم دفعته سهى بعيدا عنها وقالت پغضب
عرفى .. انت ازاى تعرض عليا حاجه زى كده .. انت فاكرنى ايه
حاول أن يقترب منها مرة أخرى فأبعدته عنها پعنف .. صاح غاضبا
انتى هتترسمى عليا ولا ايه .. ما انتى كنتى عارفه من البداية ان ده هيحصل
نظرت اليه وهى غير مصدقة أذنيها فأكمل بتهكم وسخرية قائلا
بقيتي بتتحججى بأى حجة عشان تجيلى المكتب ولما عزمتك على عيد ميلادى كنتى طايره من الفرح .. ورقصتى معايا يوم عيد ميلادى ومفيش حاجه قولتهالك وعارضتيني فيها حتى لما ادتلك خمره تشربيها نفذتى كلامى ورضيتي تخرجى معايا وتقبلى منى هدايا وتيجى معايا بيتي وانتى عارفه انى عايش لوحدى .. فبلاش بأه الرسم ده وطالما أنا وانتى فاهمين بعض كويس وعارفين كل واحد فينا عايز ايه من التانى يبأه خلينا حلوين مع بعض وبلاش نعكر مزاجنا بكلام ملوش لزمه
كانت تشعر پصدمة شديدة .. من كلماته التى ألقاها على مسامعها .. حاول الإقتراب مرة أخرى .. ابتعدت عنه فورا وتوجهت الى باب البيت وخرجت مسرعه .. نزلت درجات السلم وهى تكاد لا ترى من الدموع التى تنهمر من عينيها .. أوقفت سيارة أجرة .. وأسرعت مبتعدة عن هذا المكان وهذا الشخص الذى أشعرها أنها فتاة رخيصة يمكن شرائها ببضع هدايا وبضع كلمات.
هاهى على موعد مع خطاب آخر من خطابات ماجد .. فتحت الخطاب بلهفة شديدة .. لكم كانت تتمنى وجوده معها لتخبره بأمر عائلة والدها.. قرأت ما كتبه ماجد لها
زوجتى الح بيبة مريم .. كيف هو حالك مع الله .. لا أريد أى شئ أن يشغلك عن وردك وأذكارك وقيامك وفعلك للخير يا مريم .. أتذكرين حديثنا معا ودعائنا معا بأن نلتقى أنا وأنت فى الجنة من بعد هذا الفراق الذى كتب علينا .. أنا هنا لا