قطه في عرين الاسد
الى سيارته وأغلق الباب بعصبيه وانطلق بأقصى سرعة .. كان الڠضب باديا على وجهه وهو يسير مسرعا بدون وجهة محدده .. وكلما زاد افراز الأدرينالين فى دمه .. زاد من سرعة سيارته .. حتى كادت أن تنحرف عن الطريق .. كان يشعر بأن بداخله بركان ثائر .. يريد أن يفرغه ليرتاح .. لكن هيهات .. لا طريقه لإفراغه أبدا .. وصل الى الطريق الصحراوى .. ثم أوقف سيارته على جانب الطريق كان يلهث وكأن خرج من سباق للعدو .. استغرق الأمر ساعة ونصف حتى استطاع التحكم فى غضبه .. أدار مقود السيارة وعاد فى طريقه مرة أخرى .. أدار المسجل ليستمع الى ترتيل آيات الله .. فشعر بسکينه داخل قلبه .. ولانت ملامحه قليلا .. وأصبح أكثر هدوءا .. أثناء توجهه الى بيته .. سمع آذان العشاء ينطلق من مكبر أحد المساجد الصغيرة على الطريق .. أوقف سيارته وتوجه الى المسجد توضأ ووقف يصلى .. كان يطيل كثيرا فى سجوده وكأنه لا يريد لجبينه أن يفارق أرض المسجد .. ثم يبتعد عنه ليعود اليه مرة أخرى فى لهفه .. أنهى صلاته ورحل الجميع لكنه ظل فى المسجد .. أسند ظهره على أحد الأعمدة .. بدا عليه الوجوم والشرود .. اقترب منه الإمام قائلا
نظر اليه مراد قائلا
لا يا شيخ مفيش حاجه
تفرش الشيخ الأرض بجوار مراد وقال له
ارمى حمولك على الله .. هو وحده اللى بإيده الحل
تمتم مراد
ونعم بالله
أكمل الشيخ
ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج .. الدنيا دى دار ابتلاء .. ولازم الواحد يصبر ويحتسب
ثم نظر الى مراد قائلا
بدا على مراد التأثر فأكمل الشيخ قائلا
راضى وبتقول الحمد لله .. ربك بيقول فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون
أومأ مراد برأسه وابتسم للشيخ قائلا
شكرا يا شيخ كنت محتاج أسمع الكلمتين دول .. ربنا يباركلك
جلست سارة على فراشها تتأمل احدى الصور ولاحت على شفتيها ابتسامه صغيره .. اقټحمت نرمين أختها الصغرى الغرفة دون استئذان .. ارتبكت سارة وحاولت اخفاء الصورة خلفها قائله بحنق
فى حد يفتح الباب كده من غير ما يخبط
ايه اللى مخبياه ورا ضهرك
قالت سارة بتوتر
ملكيش دعوة حاجه متخصكيش
ثم اكملت پغضب
نرمين متفتحيش الباب كده وتهجمى على الأوضة .. ابقى خبطى الأول زى الناس المحترمة
قفزت نرمين اتجاهها وفى لحظة خطفت الصورة من يدها .. حاولت سارة انتزاع الصورة منها .. لكن نرمين كانت قد رأتها بالفعل .. فصاحت
ولاد .. يادى الڤضيحة ام جلاجل يادى الجرسه أم حناجل
قالت سارة بإرتباك وهى ټخطف الصورة من يدها
ڤضيحة ايه متحترمى نفسك
أمسكتها نرمين من يدها وأجلستها على الفراش وجلست بجوارها قائله
قوليلى بأه ومن الأول وواحدة واحدة كدة .. صورة طارق بتعمل معاكى ايه .. وجبتيها منين
قالت سارة بتوتر وهى تنظر الى الباب المفتوح
قومى اقفلى الباب الأول
فعلت نرمين وعادت لتجلس بجوارها مرة أخرى .. قالت سارة بخجل
دى صورة كان مراد و طارق متصورينها مع بعض بس أنا قصيت الجزء اللى فيه طارق .. يعني مش هو اللى ادهالى أو حاجه عشان دماغك متروحش لبعيد
ابتسمت نرمين بخبث وقالت
آه جولتيلي يا بنيتى .. وبتعملى ايه بأه بصورة سي طارق
نظرت اليها سارة بحزن وقالت بصوت خاڤت
بحبه يا نرمين .. ومش عارفه أعمل ايه
قالت نرمين بجديه
طيب انتى حسه ان فى حاجه من نحيته
هتفت سارة بحنق
هو أنا بشوفه أصلا .. وبآله كتير مجاش عندنا .. مش عارفه مراد ليه مبقاش يعزمه كتير زى الأول
قالت نرمين بسخريه
قال يعني لو جه كتير هتعرفوا تتكلموا سوا
قالت سارة بحزن وهى تنظر الى الصورة
عارفه ان مفيش أمل
ابتسمت نرمين وقالت بمرح
بس بصراحة لو جيتي للحق يعني هو مش أمور .. مراد عنده صحاب كتير أحلى منه
نظرت اليها سارة بجديه وقالت
بس راجل وانسان محترم وذوق وأخلاقه كويسة وبعدين مش وحش .. هو مش وسيم أوى ماشى .. بس مش وحش
ابتسمت نرمين بخبث وقالت
أنا مالى يا ستى هو بتاعى ولا بتاعك
قالت سارة پحده
ايه بتاعى وبتاعك دى متحترمى نفسك يا نرمين
يا ستى متزعلش كده بهزر .. هو لا حد يعرف يهزر معاكى ولا مع أخوكى .. ايه يارب البيت العقد ده
صمتت قليلا ثم قالت
وناويه تعملى ايه يا ست الكتكوته
قالت سارة بإستغراب
أعمل ايه يعني .. ولا حاجه طبعا
هتفت نرمين
يا فرحتى بيكي يا سارة .. عايشه فيلم حب من طرف واحد .. وحتى معندكيش استعداد تحاولى يبقى من طرفين
قالت سارة بدهشة
انتى عجيبة فعلا عايزانى اعمل ايه يعني اروح أقوله أنا بحبك ممكن لو سمحت تحبنى وتيجي تتقدملى
لأ طبعا ما قولتش كده .. بس حاولى مثلا تلفتى نظره .. يعني مثلا روحى ل مراد الشركة .. وبصى ل طارق بصات ليها معنى و كمان ممكن ..........
قاطعتها سارة قائله پغضب
بس كفايه .. أنا غلطانه انى حكتلك أصلا ايه العك اللى بتقوليه ده .. أنا مستحيل طبعا أعمل كده
صاحت نرمين وهى تنهض وتغادر الغرفة
براحتك بأه أنا نصحتك وانتى حره
خرجت من الغرفة لتترك سارة التى أخذت تتأمل الصورة مرة أخرى فى حزن
جلست مريم تراقب ساعة الحائط .. ها هى على موعد مع خطاب آخر من خطابات ماجد .. دقت الساعة معلنة منتصف الليل ففتحت الخطاب رقم 55 فى لهفة وقرأت
حبيبتى مريم .. أتذكرين الزهرة
التى أهديتها لك يوم أن كتب كتابنا .. قلت لك يومها انها تشبهك فى رقتك وبراءتك .. ليس عندى ذرة شك فى أنك مازلتى تحتفظين بتلك الزهرة .. لم تخبريني أبدا أنك تحتفظين بها لكننى على يقين من ذلك .. حبيبتى طلب منك هذا الاسبوع سيكون صعبا قليلا .. أريدك أن تتخلصى من تلك الزهرة .. تخلصى منها بالشكل الذى يريحك .. تخلصى منها اليوم يا مريم .. اليوم .. حبيبك ماجد
انهمرت العبرات من عينيها بغزارة وصاحت پغضب
ليه يا ماجد كده .. ليه
توجهت الى أحد الأدراج وأخرجت حقيبة صغيرة فتحتها وأخرجت منها ذهرة قد تجففت .. أخذت تنظر اليها بحسرة وكأنها شخص غالى لا تبغى مفارقته .. وضعتها بجوارها على الوسادة ونامت بأعين دامعه .. فى
ألو ازيك يا سهى
قالت