الخميس 28 نوفمبر 2024

عن العشق والهوى

انت في الصفحة 23 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

بدأت تحكي لخالد قصتها مع ادهم وكيف تزوجته مقابل ان يعطيها المال لتنقذ اختها وكيف انتهى بها المطاف بالهرب من مصر ولكنها لم تذكر اسم ادهم ابدا بل اخبرته انها تزوجت رجل اعمل ولم تخبره ما هو اسمه فنظر اليها ثم امسك بيدها وقال انا اسف يا مريم لو كنت اعرف انك متجوزة وبتحبي جوزك للدرجة دي مكنتش سمحت لنفسي اني احبك ابدا ولا كنت فكرتك بالحزن اللي هربتي منه ارجوكي سامحيني 
فهزت مريم رأسها والدموع في عينيها واردفت انت ملكش ذنب انا الحق عليا كان لازم اقولك الحكاية دي من البداية 
سحب خالد يده وغمغم بنبرة صوت مخڼوقة انسي كل حاجة قلتها لك النهاردة ومن اللحظة دي انا انا هبقى اخوكي الكبير وهفضل واقف جنبك وهساعدك وبالنسبة لمشاعري تجاهك هدفنها جوا قلبي ومش هبصلك غير انك اختي الصغيرة ودا وعد مني 
ابتسمت مريم ابتسامة مريرة واستطردت انت انسان رائع يا خالد واكيد ربنا هيبعتلك وحدة احسن مني وهتحبك وتسعدك 
فابتسم خالد پألم وقال احسن منك مظنش ان في انسانه احسن منك ضحت بنفسها علشان اختها بس عندي سؤال واحد هو الراجل اللي اتجوزك ليه ما طلقكيش بعد يعني هو قال انو هيتجوزك ليوم واحد علشان مش عايز يلمسك بالحرام يبقى ليه ما طلقكيش الصبح 
بعد قوله ذاك شردت مريم بتفكيرها واخذت تفكر بكلام خالد ثم نظرت اليه وقالت لما الصبح جيه هو قالي انه عايز يخش الحمام ومش عايز يلاقيني في بيته بعد ما يخرج وبعدها انا خدت الفلوس ورحت المستشفى على طول واكتشفت ان اختي ماټت ومعرفش ازاي الايام عدت عليا وبعدها مشفتوش لغاية دلوقتي 
خالد طيب هو ما حولش يدور عليكي او يزورك في البيت
مريم بعد ما مرام ماټت انا مخرجتش من البيت ابدا ولا رحت شفته وكمان هو ما سألش عني خالص وبعدها قررت اسيب مصر وطلبت من الهام انها ترجعله الفلوس قبل ما نسافر بيوم ومن ساعتها معرفش عنه حاجة 
خالد طيب وهتعملي ايه دلوقتي يعني عايزة تفضلي كدا لا معلقة ولا مطلقة ومش عايزة جوزك يعرف انك حامل 
فقالت بشيء من العتب لو كان امري بيهمه كان دور عليا انا اعرف انو يقدر يلاقيني لو عايز بس معملش كدا اما بالنسبه لأبني فانا
هقدر اربيه لوحدي ومن غيره كمان 
خالد بس كدا ما ينفعش انا اسف على اللي هقوله بس انتي هتظلمي ابنك لما تحرميه من بباه وكمان القانون بيقول انك لازم تقولي لجوزك انك حامل لان من حقه يعرف ان هيبقى عنده ابن 
مريم ارجوك يا خالد بلاش تضغط عليا في الموضوع دا انا اتخذت قراري وهقدر اربي ابني لوحدي وزي ما قولتلك ان جوزي لو كان مهتم بيا ولو حتى شوية كان دور عليا 
خالد بس انتي سافرتي من غير ما
تقولي لاي حد عن المكان اللي انتي رايحه عليه 
فابتسمت مريم ابتسامة مريره وقالت هو لو كان معني انه يلاقيني كان يقدر يروح المطار علشان يعرف انا رحت فين بما اني مراته ومن حقه يعرف مكاني بس مع الاسف اهي عدت تلات شهور وهو مكلفش نفسه انه يدور عليا 
فتنهد خالد وقال بصراحة مش عارف اقولك ايه بس ولا يهمك انا هفضل
جنبك على طول وزي ما قولتلك انك بقيتي اختي الصغيرة وهحميكي انتي وابنك متخافش 
فابتسم مريم وغمغمت متشكره اوي 
وعادت إلى الشقة بعد ان تناولت العشاء مع خالد واخبرته بكل شيء عنها فدخلت ووجدت ان الظلام يخيم على المكان لأن الهام قررت المبيت في منزل عمها عمر اشعلت الانوار ثم خلعت معطفها وجلست على الاريكة وكانت تشعر بفراغ كبير ولا تعلم ان كانت سعيدة
لانها اعترفت لخالد ام حزينة لانها رفضت حبه الصادق لها ولكن كيف تقبل به وهي تحب ادهم زوجها
بقيت مستلقية داخل حوض الاستحمام لمدة نصف ساعة وهي تفكر
اما في مصر 
فكان جالسا في اجتماع مهم للغاية برفقة شريكة وابن خاله كمال وبعض الموظفين يناقشون صفقة كبيرة وبينما كان يتحدث ويبدو عليه الجدية والانضباط رن هاتفه بصوت عال حيث انه نسي ان يضعه على الوضع الصامت عم الصمت في غرفة الاجتماعات الا من صوت رنين الهاتف الذي ازعج ادهم لانها كانت المرة الأولى التي ينسى فيها وضع هاتفه على الوضع الصامت فامسك به وهو يعقد ما بين حاجبيه دليلا على انزعاجه وقال بصوت مسموع Sorry ثواني وهنكمل الاجتماع 
وعندما اراد ان يغلق الهاتف تفاجأ بظهور رقم دولي يتصل به فشرد للحظة واحدة ثم هب واقفا كما لو انه تعرض للسعة افعى وبدون تفكير اجاب بلهفة قائلا آلو 
صمت تام خرق اذنه ولا يعلم لما رغب في نطق اسمها فقال بنبرة صوت تحمل الكثير والكثير من المشاعر المچروحة مريم !
اما هي فلم تستطيع ان تمنع شهقتها الصغيرة الناتجة عن حبس دموعها فقالت بصوت مخڼوق ا ايوا 
في تلك اللحظة شعر وكأن وتد ملتهب اخترق قلبه المجروح و اشعل النيران فيه فاغمض عينا پألم شديد وضغط على الهاتف بيده وسألها بصوت كاد ان يختفي انتي فين !
أتاه صوتها الخاڤت وهي تشهق قائلة نيويورك انا انا عايزه اقبلك ضروري تقدر تيجي هنا 
فحمل ادهم سترته دون ان يحسب حساب لاي احد من الموجودين في غرفة الاجتماعات وقال انا هاجي على اول طيارة بس اديني عنوانك 
في تلك اللحظة نهض الجميع فورا وعلامات الاستفهام تعلو وجوههم وخصوصا كمال اما هي فقالت لما توصل انا هتصل بيك وهقولك هنتقابل فين 
ادهم تمام 
مريم سلام دلوقتي 
فتوقف ادهم عن السير وقال بتردد استني انتي كويسه مش كدا 
شعرت مريم بغصة في قلبها ولكنها استرجعت رباطة جأشها وقالت بنبرة صوت واثقة عمري مكنتش كويسه زي النهاردة انا هستناك 
قالت ذلك ثم انهت المكالمة وما هي الا ثانية حتى اڼفجرت بالبكاء المرير واخرجت كل ما في قلبها اما هو فالټفت الى الاخرين وقال بلهجة امر كمال انا لازم اسافر نيويورك خلي بالك من الشركة 
فاستغرب كمال وقال بدهشة نيويورك !
ثم سأله بفضول قآتل وهتروح هناك ليه يا ادهم وبعدين ازاي هتسيب الاجتماع دا 
رد عليه ادهم بنبرة جدية السفريه دي اهم من الشركة كلها بالنسبة لي وانا لازم اروح هناك وبالنسبة للصفقة انا واثق انك هتقدر تكسبها سلام دلوقتي 
كمال بس يا ادهم 
ولم يستطيع اكمال جملته لأن ادهم المتهور قد خرج من قاعة الاجتماعات وهو يركض نحو المصاعد كما لو كان مچنون يتحدث في الهاتف مع سكرتيرة سلمى قائلا سلمى عايزك تسيبي كل حاجة في ايدك دلوقتي وتحجزيلي تذكرة في اول رحلة رايحه نيويورك انتي سامعه ولو ما قدرتيش تلاقي تذكرة جيبيلي طيارة خاصة 
فقالت سلمى بأرتباك ح حاضر يا فندم 
ثم اغلق هاتفه وركض الى موقف السيارات اما سلمى فقالت بتعجب نيويورك وهيروح يعمل ايه هناك ! 
بعد مرور نصف ساعة 
وصل ادهم الى المنزل وقبل ان ينزل من السيارة ورده اتصال من سكرتيرته سلمى فاجابها ايوا يا سلمى 
فقالت انا حجزتلك تذكرة للشخصيات المهمة يا فندم وهتكون رحلتك بعد ساعتين من دلوقتي 
ادهم طيب يا سلمى متشكر 
قال ذلك ثم اغلق هاتفه ونزل من السيارة فنظر اليه العم محمود وهو يركض نحو الداخل حتى دون ان يلقي التحية فهز رأسه وتابع عمله اما في داخل المنزل لم يكن هناك احد سوى السيدة كوثر
والشغالة امينة حيث كان البقية في اشغالهم معاذ ويوسف في المستشفى رغد في الجامعة حيث كانت ماتزال طالبة حقوق آن ذاك وكذلك اولاد العم محمود اي ان المنزل كان شبه خالي من سكانه ما عدى السيدة كوثر التي كانت تشرب القهوة في غرفة المعيشة مع إمينه ويتحدثن بأمور كثيرة 
فدخل ادهم من الباب مثل الاعصار الهائج ولم ينتبه إلى امه وامينه اللتان كانتا تحدقان به بغرابة بل صعد إلى غرفته امام نظرهن دون ان يتفوه بكلمة واحدة مما جعل والدته تشعر بالقلق فنهضت ونهضت
امينه خلفها وصعدن الى الطابق العلوي من المنزل وتوجهن الى غرفة ادهم وعندما دخلن كان هو يبحث في درج الخزانة الصغيرة التي بجابن السرير عن جواز سفره فسألته امه ادهم في ايه يا ابني 
اجابه بدون ان ينظر اليها بعدين يا ماما انا لازم الاقي ال Passport بتاعي دلوقتي 
السيدة كوثر انت هتسافر يا ادهم ! 
فنظر إليها وقال ايوا عندي شغل مهم برا مصر وطيارتي بعد ساعتين من دلوقتي علشان كدا ارجوكي يا ماما سيبيني اجهز نفسي 
فتنهدت السيدة كوثر وقالت طيب يا حبيبي طريق السلامة وخلي بالك من نفسك 
ادهم ان شاء الله 
ثم نظرت السيدة كوثر الى امينه وقالت يلا يا امينه خلينا ننزل 
امينه حاضر يا ست هانم 
وما هي الا دقيقة قد مرت حتى وجد ادهم جواز سفره فوضعه في جيب سترته ثم توجه نحو خزانته واخرج منها حقيبة سفر صغيرة بدأ يضع فيها بعض الملابس ومن ثم خرج من غرفته وهو يجرها متوجها إلى الاسفل فنزل وخرج من المنزل مجددا وصادف سمير في طريقه فاستوقفه قائلا سمير اجري وجهز العربيه علشان توصلني المطار 
قال ذلك ثم القى عليه مفاتيح السيارة فالتقطها سمير وقال حاضر يا بيه 
قال ذلك
وصعد في سيارة ادهم وشغل المحرك اما هذا الاخير فوضع حقيبته في صندوق السيارة وصعد بجانبه قائلا يلا بينا 
بعد ساعة ونصف 
كان ادهم جالسا في المطار ينتظر موعد رحلته بفارغ الصبر وهو يهز قدمه بأستمرار دليلا على نفاذ صبره ويحدق كل خمس دقائق في ساعة يده والتوتر كان واضحا على وجهه لقد سمع صوتها اخيرا وبعد ثلاثة اشهر استطاع ان يسمع صوتها العذب وها هي الان قد اتصلت به بملئ إرادتها وطلبت ان حقيبته وبعد الإجراءات القانونية صعد على متن الطائرة وجلس في درجة ال VIP حيث كان مقعده بعد عدة ساعات وصل إلى نيويورك في الصباح فخرج من المطار وهو لا يعلم اين سيقابل مريم اما هي فكانت تحاول الاتصال به مرارا لكن هاتفه كان مقفلا لذا عرفت انه على متن الطائرة فقررت ان تتصل به في الصباح حين يصل وبالفعل فعلت ذلك فأجابها فورا وهو يحاول ايقاف سيارة أجرة وسألته انت وصلت مش كدا 
اجابها ايوا اديني عنوانك علشان اقدر اوصلك 
قالت لأ احنا هنتقابل في محطة غراند سنتر كمان ساعة 
ادهم طيب هقابلك هناك 
مريم تمام 
قالت ذلك ثم اغلقت الهاتف ونظرت إلى نفسها بالمرآة التي في غرفة نومها حيث كانت تجهز نفسها للخروج من المنزل بعد ان اخذت إجازة من العمل لكي تقابل ادهم اخذت نفسا عميقا ووضعت يدها على بطنها وقالت
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 40 صفحات